ع الحديدة

يقولون في المثل الشعبي (السترة والفضيحة متباريات) ، العبدلله حقيقة لا يدري ماهو معني هذا المثل بالضبط لكن إن جاز فهمه المتواضع له فهو يعني بأن (الإتنين واردات) ، وهنالك من الفضائح ما يتم عن حسن نية مثل ما فعل معالي الوزير ماجد القصيبى وزير التجارة و الاستثمار السعودي خلال تصريحات صحفية مؤخراً فقد أراد معاليه أن يشيد بمتانة العلاقة بين البلدين المتمثلة في وقفات بلاده (وكت الحارة) بتقديم القروض والمساعدات لبلادنا حيث صرح معاليه خلال مؤتمر صحفي بأن السعودية لم ولن تتأخر عن دعم السودان (قرب يقول حصل يوم إتأخرنا عليكم) ولو سكت معاليه هنا وبس ما كان ح تكون في مشكلة ولكن (الفضيحة) أن معاليه إمعاناً في إبراز حجم (المساعدات) فقد إسترسل كاشفاً بأن المملكة قدمت أكثر من 23 مليار ﷼ كقروض لدعم المشاريع التنموية في السودان، 8 مليارات منها كانت خلال السنوات ال 4 الماضية !

الفضيحة هي أن هذه المليارات السعودية (خاصة التمنية الأخيرة دي) لا أثر لها و لم تعلن الحكومة عنها في اي مرحلة لا في (المجلس الوطنى) حيث تتم إجازة الإتفاقيات ولا في (وزارة التعاون الدولي) الجهة المتلقية للقروض وللا (وزارة المالية) التي يفترض أن تسجلها في مضابطها وللا (بنك السودان) حيث يفترض أن تضخ فيه هذه المليارات !
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تختفي فيها (قروض) و(منح) ولا يتم العثور عليها (متعويدة دااايمن) حيث سبق إختفاء مبلغ (35) مليون يورو عبارة عن قرض من دولة الهند مخصص للمجال الصناعي في البلاد حسب ما أفاد بذلك رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالبرلمان (حينها) عبدالله علي مسار والذي قال متسائلاً داخل المجلس :“القرض الهندي مخصص لصناعة النسيج بالبلاد لكن اختفى ما معروف مشى وين”.
قال لي صديقي ضاحكاً : (القرض الهندي ده خليناهو) هسه يعني المليارات السعودية دي تكون مشت وين؟
فأجبته : والله إلا نمشي لي فكي تلفزيون !
ولما رأيت إصراره على معرفة معرفة ما قصدته قلت له أن فكي تلفزيون هو شخص قد إشتهر في سبعينات القرن الماضي إوملأت شهرته الآفاق لما يقوم به من أعمال دجل وشعوذة خارقة حتى قيل وقتها أن (الداخلية) كانت تستعين به في كشف وفك طلاسم الجرائم الممعقدة التي لا يترك فيها المجرم أثراً ، كان (فكي تلفزيون) وهذا هو الإسم الذي أشتهر به متخصصاً فيما يعرف (بالمندل) وهو رؤية الحدث (صوت وصورة) من أي مكان كان كاي مراسل لأي قناة فضائية ، وقد كان أكثر زبائن ذلك (الفكي) من (ناس الرايحة) الذين إفتقدوا ذهب أو مبالغ نقدية كبيرة عوضاً عن الذين تسرق عرباتهم وقد كانت سرقة العربات وبيعها كأسبيرات وقطع غيار أو تغيير معالمها ولوحاتها وأوراقها ظاهرة متفشية في ذلك الزمان .
كان (فكي تلفزيون) والذي إختار لعمله مكانا نائياً غرب حارات أم درمان بعد أن تقوم بمنحة (البياض) لمعرفة مكان عربتك المفقودة منزل (مثلاً) يقوم بإحضار (طشت) ويملأه ماء ثم يقرأ بعض التعاويذ المبهمة والأسماء العجيبة بعد أن يقوم بإطلاق (بخور) يملأ به المكان ، ثم يطلب منك النظر إلى الطشت الذي يتحول إلى شاشة تلفزيونية (كم وستين بوصة) لا تلبث أن ترى فيها عربتك وقد تم (تشليعها) وهي تقف على عجل الحديد قريباً من (سوق ليبيا) الذي تستطيع وبكل سهولة قراءة لافتاته !!
بالطبع (عزيزي القارئ) في ظل هذه الدولة (العميقة) والذمم (الغريقة) فإن قصة القروض الما معروفة بتدخل ياتو حساب دي ما ح يعرفا إلا عمنا (فكي تلفزيون) إن كان على قيد الحياة ، فمن المعلوم بأن القروض والمنح دي يتم التعامل معها من قبل أعلى المؤسسات الدبلوماسية والمالية في الدولة يعني (شغل مسؤولين كبار) ، وأن تحصيلها يتم عبر قنوات رسمية تحت إشراف العديد من الأجهزة الحكومية والمصرفية و(يطرشنا) ما سمعنا لينا يوم (في أي دولة) بي قرض (حكومي) شالو زول ! أو راح أو (ضل طريقو) أو (لقوهو مافي) ولكن يبدو أن (الإجرام الحكومى) فاق كل تصور حتى أصبحت البلد (على الحديدة) !!
كسرة :
ممكن نوزع المهام : فكي تلفزيون (للقروض) و(التومة الوداعية) للمنح … ومعاً لإستكمال (النهضة) والله أكبر !!!
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وثمانية شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !

أضف تعليق