إقتراح وكده

إذا أردت أن تعالج مشكلة ما فلابد عليك أن تقوم أولاً بمعرفة حجمها .. والتعرف على حجم أى مشكلة ما لابد أن يتم عبر الدراسة والإحصاءآت .. فهل يا تري تعلم الجهات المسئولة أعداد (العاطلين) عن العمل من الخريجين في هذا البلد وهل تمتلك إحصائيات بأعدادهم؟
في تقديري الشخصى أنه لا توجد جهة تمتلك هذه المعلومة للأسف الشديد ! لا أحد يهتم بهذه المأساة التى تلقى بظلالها على نواح كثيرة في المجتمع أوضحها تزايد نسبة العنوسة (وما أدراك ما العنوسة) نسبة لعدم المقدرة المادية علي مسألة الزواج وتكوين الأسرة .
في تقديري أن عدم إهتمام المجتمع و(المسئولين) بتضخم هذه المسألة وتزايد نسبتها يعود إلى عدم رؤيتها مجتمعة .. فأنت تسير فى الشارع فلا تعرف الخريج (العاطل) من الخريج الشغال .. وكذلك وأنت تقف في موقف المواصلات أو داخل إحدى البصات أو الحافلات أو بيوت العزاء والأفراح !
العبدلله لديه إقتراح يعمل علي رؤية هذه الظاهرة ومن ثم التعامل معها بجدية من أجل وضع حلول لها .. والإقتراح بسيط للغاية .. يتخرج الطالب من الجامعة وفى يوم التخريج يتم تسليمه (الشهادة) وفى ذات اللحظة تثبت على كتفيه خرقة بيضاء عليها نجمة حمراء ، ويكون على كده في أول رتبة في (جيش العطالة) وهى (م .ث. ع) ملازم ثان عاطل !
ثم يقوم الخريج العاطل بترقية نفسه وتغيير (الرتبة) كل سنتين (طيران) .. ملازم أول .. نقيب .. رائد وهكذا ! على أن يقوم بإرتداء وتثبيت هذه الرتبة كلما خرج من منزله ! ويا حبذا لو قام بتصميم ديباجة يضعها على جيبه كما في القوات النظامية فيها إسمه ورتبته مثلاً : حسن حسنين حسن : نقيب ع . ط (نقيب عاطل طبيب) ، على حسن علي : عقيد ت . م (تقنية معلومات) ! وذلك من أجل تسهيل مهمة فرز (الخريجين العواطلية) ومعرفة تخصصاتهم وكده.
الأمر قد يبدو مضحكا أو ساخراً لكنه بالقطع له فوائد عدة إذ يجعلنا نري ونشاهد بأعيننا
تضخم وتزايد هذه المأساة إذ يمكنك عزيزى القارئ بكل سهولة وأنت في (موقف المواصلات) أن تتعرف على أعداد الخريجين (العطالي) الذين يقفون وكمان (رتبهم) التى تشير إلى عدد السنوان التى قضوها في (الطيران) ! وكذلك فى جميع الأمكنة التى ترتادها .. بيوت البكاء .. صالات الأفراح .. (هلال – مريخ) وحتى (اللقاءآت الجماهيرية) التى يصرح فيها المسئولون بأن نسبة (العطالة) لا تذكر !
هذا الإقتراح قد يبدو خيالياً وغير قابل للتنفيذ لكن العبدلله يرى غير ذلك ففي ظل تجاهل الدولة والمجتمع لهذه الشريحة التى تزداد أعدادها يوماً بعد يوم لابد لهذه الشريحة من أن تعرف عن نفسها حتى تجد التعاطف من الجميع والعمل على حل مشكلاتها .
من تداعيات هذا الإقتراح :
• البت لأمها : خالد شنو الكمان بعرسوا .. ده قبل كم شهرين بس كان (عقيد .ع) يعنى ح يكون كون نفسو متين وبقى زول عرس ؟
• (عميد .ع) وهو يمر بأحد الضلله التى يجلس فيها بعض الخريجين الجدد: إنضباط مافي؟ عشرين سنه خدمة .. مش مفروض تقيفوا تدوا التحية !
• ملازم ثان لزميله : هسه (الفريق .ع) قائد الأركان ده يكون (طاير) من سنة كم؟
• الإبن لوالده : يابوى شنو شابكنى عرس بت عمك … عرس بت عمك .. يا بوى دى قبل ستة سنين كانت (رائد .ع) يعنى عمرها هسه يكون كم ؟
• توفي إلى رحمة مولاه اللواء. ع. م .م (عوض محمد عوض)، والد كل من النقيب ع. ص (معتز)، والملازم أول ع.ت. ع. ن (وائل) ، والملازم ثان ع. ت.م.ت (مأمون) وينتهى العزاء بإنتهاء مراسم الدفن !

(المفتاح ):
لواء ع. م.م = لواء عاطل مهندس (الميم الأخيره شوفا فى الكسرة) !
نقيب ع. ص = نقيب عاطل صيدلي
ملازم أول ع.ت.ع.ن = ملازم أول عاطل تربية وعلم نفس
ملازم ثان ع.ت.م.ت = ملازم أول عاطل تجارة محاسبة تكاليف
كسرة :
الميم الزائده بتاعت المرحوم اللواء ع.م (م) دى .. بتاعت معاش .. أصلو المرحوم فات (الستين) وما إشتغل !!