سلاح الوالي

العبدلله قام بكتابة (سيناريو) قبل سنوات إسمه (كوكب المسؤولين) وهو كوكب يبعد عن الكوكب الذي يعيش فيه المواطنين بآلاف السنوات الضوئية (في ذلك الوقت الذي تم فيه كتابة المقال) أما الآن فبسبب إزدياد (ترطيب) المسؤولين وشدة (المسغبة) التي يعيش فيها الموطنين فقد إتسعت الهوة والمسافة بين (الكوكبين) حتي صارت ملايين السنوات الضوئية .
من فترة لأخري تاتينا عبر هذا الفضاء العريض البعيد الذي يفصلنا عن (كوكبهم) بعض التصريحات التي توجع القلب وتفقع المرارة ولعل آخر هذه التصريحات ما أفاد به السيد (والي) الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر موجهاً حديثة لسكان (كوكب المواطنين) حاثاً إياهم بإستخدام سلاح الصبر والإيمان لمواجهة الغلاء !
(شفتو كيف؟) .. يعني عاوز تأكل أطفالك تقوم على طول تقشر ليك كيلو (صبر) مع خمسة حبات (إيمان)
تختهم في (الحلة) وتضيف ليهم (كباية) عزيمة و(فنجان) زهد وإنتا وتدينك عاوز بعد كده تضيف للحلة (حبة ورع) مش بطال علشان الحلة تطلع مسبكة والأولاد ياكلو لحدت ما يلحسوا صوابعهم وبالهناء والشفاء عزيزي المواطن وزى ما شايف أكلة غير مكلفة وموجودة في أي مكان ومش محتاجة (غاز) وللا هباب كلها كم دقيقة على (كانون) الغيب وكلو يكون تمام التمام !
العبدلله بقدر ما (نجر مخو) وإستعان بكل الفهامات (الموبايل) و(العائلي) الياباني والتايواني وحتي الصينية إلا أنه لم يدرك ما رمي إليه (والينا) من تصريحه وإفادته هذه ؟ هل يا ترى أراد الرجل أن ينبهنا إلى أن تقوية الإيمان تحتوي على كل الفايتمينات والمواد التي يحتاجها الجسم حتي إذا ما أصيب المواطن بالتخمة نتيجة لهذه الوجبات الإيمانية (القوية) قام بإذابة ملعقة كبيرة من (الصبر) لتساعدة على الهضم !
أم هل أراد سيادته أن يقول لنا (أكلو ناركم والموضوع بتاع الغلاء ده ما عندنا ليكم ليهو حل؟) وفي هذه الحالة يكون السؤال المنطقي : طيب إنتو قاعدين ليه ما تقوموا تروحو وتتركوها لمن يستطيع فعل شئ على أرض الواقع وليس على فضاء الغيب !
(سلاح الصبر والإيمان) .. العبدلله لا يدري إن كان (والينا) قد قام بتسجيل هذا الإختراع وتسلم براءته أم لا فلا أعتقد مطلقا (وأبصم بأصابعي العشرة) بأنه لا يوجد مسؤول في العالم لا في الأمم الغابرة أو الحاضرة أو حتي (المستحضرة) قد إكتشف مثل هذا السلاح ليحارب به الغلاء ويوقف به إرتفاع الأسعار ، إنه إختراع يقع في مصلحة كثير من (الحكومات) التي يعاني إقتصادها من الفشل والتدهور والتردي فبدلاً من أن يسهر مسؤوليها يعكفون على وضع الخطط والدراسات من أجل الخروج بالإقتصاد من أزمته ووضع آلية من أجل استيعاب البطالة وتوفير فرص العمل الكافية للخريجين ويعلنون الحرب على (الهبر والفساد) ويضعون برنامجاً جاداً لإستعادة الأموال المنهوبة كما يدعون إلى التقشف الحكومي (الفعلي) عن طريق تقليل أعداد (الخبراء ولمستشارين) وإلغاء (العقودات الشخصية المليارية) .. بدلاً عن كل هذا عليهم أن يقوموا بإستخدام (سلاح الوالي) والمتمثل في جرعات من (الصبر والإيمان) ! حبة (صبر) 500 ملج كل 8 ساعات مع (دهان أيمان) تؤخذ منه 5 سيسي تمسح به (البطن) عند اللزوم (الجوع طبعن) !!

كسرة :
عزيزنا الوالي : بالمرة شوف لينا سلاح لى قصة (مواقف المواصلات) دي !! بس ما تقول لينا (قيام الليل) !!

كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو)؟

كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو)؟