تدشين

يحس الكاتب ببعض الخجل عندما يفرد مساحة عموده لأمر يخصه فإحساسة بانه ملك لكافة الشعب وخادم لهم يجعله يحس أحساسا غير جميل ويتناول شأناً يخصه وهو أحساسي الآن الذي اكتب به .. هي مناسبة تخصني بل هي أيضاً تخصكم فاليوم يتم تدشين عدد من اصداراتي الجديدة والتي قمت مؤخراً بطباعتها من منطلق أن نترك للأجيال القادمة ما كتبناه خلال نحو عشرين عاما من الكتابة الراتبة تعرضنا فيها لكل ما يخص مجتمعنا في كافة المجالات الإجتماعية السياسية الفنية الرياضية .

وطباعة وتوزيع الكتب في بلادي قصة .. أذكر أنني حينما فكرت في أن أقوم بطباعة كتابي الأول (لبس جماعي) أن إتصلت بأحد الناشرين السودانيين المشهورين وكم كانت دهشتي عندما أخبرني بأنه سوف يقوم بطباعة الكتاب ويعطيني (مائة نسخة) !!
وبالطبع قد إعتذرت له لسبب بسيط وهو أن هذه المائة نسخة لن تكفي اصدقائي ومعارفي ومن ثم سوف أضطر أن اشتري لهم عدداً من النسخ (يعني المسأله ح تكون بالخسارة) !
قلت لنفسي ( ليه ما أطبعوا أنا) وبالفعل قمت بتجهيز المادة والإتصال بإحدي المطابع (ومن هنا لي هنا) وافقت إدارة المطبعة على أن تقوم بطباعة ألف نسخة بسعر النسخة سبعة ألف جنيه (يومها) أي أن الجملة هي (سبعة مليون بالقديم) .
– (وتجيب القروش دي من وين يا فاتح)
هكذا سالت نفسي (ونحنا رزق اليوم باليوم) ، عندما رأي احد أصدقائي حيرتي هذه قال لي :
– بسيطه ياخ ده مشروع ثقافي وأكيد البنوك ح تدعمو أمشي أي بنك وشيل ليكا مرابحة !!
وبالفعل لم يكن أمام العبدلله إلا أن يذهب لأحد البنوك (المعروفه) ويشيل ليهو مرابحه بعد إجراءآت وتلتلة لا يعلم بيها إلا الله .. شي ضامن .. وشي شيك ضمان فاضي .. وشي بانك إستستمينت .. وشي مقدم .. وشي مش عارف أيه .. وفي نهاية المطاف تم تسليمي شيكاً بالمبلغ بإسم المطبعة التي قامت بعد حين بتسليمي ألف نسخة من الكتاب !!
كم كانت فرحتي لا توصف وأنا أمسك بالمولود الأول أقلب صفحاته بين يدي .. ثم وأنا أقوم بوضع توقيعي عليه أهداءاً للمعارف والأصدقاء (وما أكثرهم) ولكن بعد حين إنقلبت تلك الفرحة إلى (هلع) حينما إقترب موعد القسط الأول من المرابحة ، قمت بالإتصال بإحدي شركات التوزيع فأخبروني بأن النسبة التي تتحصل عليها الشركة من التوزيع هي 40% فقلت لهم مستنكراً :
– طيب ما تشيلو 50% ونكون ألفناهو سوا … وطبعناهو سوا !!
شلت الفكرة من راسي وبناء على نصيحة أحد الاصدقاء قمت بتوزيع الكتاب على أكشاك الصحف وإنتظرت حتي إقتراب موعد القسط (ركبتا عربيتي) ومشيت عليهم :
(كشك 1)
– السلام عليكم
– عليكم السلام .. أهلا يا أستاذ
– شايف الكتب ما معروضه إن شاء الله تكون إتباعت ؟
– والله يا أستاذ من ناحية إتباعت إتباعت لكن …
– لكن شنووو؟
– لكن والله يا أستاذ القروش دخلت علينا .. وإنتا عارف الظروووف !!

(كشك 2) :
– السلام عليكم
– عليكم السلام .. أهلا يا أستاذ
– شايف الكتب ما معروضه إن شاء الله تكون إتباعت ؟
– والله يا أستاذ من ناحية إتباعت إتباعت لكن …
– لكن شنووو؟
– لكن الناس الشالوهو ديل كووولهم زبائن .. وقالو لمن يصرفو ح يجيبو القروش .. ما إنت يا استاذ عارف الظروووف
(كشك 3) :
– السلام عليكم
– عليكم السلام .. أهلا يا أستاذ
– شايف الكتب ما معروضه إن شاء الله تكون إتباعت ؟
– والله يا أستاذ من ناحية إتباعت إتباعت لكن …
– لكن شنووو؟
– لكن والله يا أستاذ حصلت لينا وفاة ما لقينا غير قروش كتبك دي نفرش بيها .. وإنتا عارف الظروووف !!

(كشك4) :
– السلام عليكم
– عليكم السلام .. أهلا يا أستاذ
– شايف الكتب ما معروضه إن شاء الله تكون إتباعت ؟
– والله يا أستاذ من ناحية إتباعت إتباعت لكن …
– لكن شنووو؟
– لكن والله يا أستاذ جا رمضان .. وجا العيد بعدو .. .. وإنتا عارف الظروووف !!

بعض اصحاب (الأكشاك) كانو أكثر حرصاً فقاموا بتسليمي (ثلث) ما قاموا ببيعه على أمل تقسيط (الثلثين) المتبقيين( لي قدام) وقد قبلت على مضض من باب (المال تلتو وللا كتلتو) !!
بمعاناة شديدة قمت بتسديد عدد من الأقساط (وإنتو عارفين الظروف) إلي أن جاء ذلك اليوم :
– معاك بنك (النهضة) يا استاذ
– أهلاً بيكم
– والله يا استاذ مواعيد المرابحة دي إنتهت وعليك 3 مليون لازم تسددها !!
قلت لنفسي (أسددا الناس دي غبيانه أسددا من وين) .. لم يكن هنالك بد من السعي لمقابلة (المدير) وشرح الأمر وبأنو العبدلله زول ملتزم (لولا ناس دخلت علينا) وإنو القصة في النهاية كتب (لا سيخ لا أسمنت) وإنها توثيق لحياة المجتمع السوداني وإثراء للمكتبة السودانية وووو … وكان رد السيد المدير :
– والله يا استاذ إنتا عارف إنو لوائح بنك السودان بتقول ..
– (مقاطعاً) : هو بنك السودان ده لوايحو دي ما يفعلا إلا في تلاته مليوني دي .. ما يفعلا في (الجوكية) والمليارات المنهوبة دي !!!
ويبدو أن حديثى قد إستفز السيد المدير الذي أمر بمنحي مهلة للسداد تحول بعدها أوراقي إلى (المفتي) أقصد (النيابة) !!
وحتي لا تحوال (أوراقي) فقد قمت (بصرف) جزء من (دهب المرا) ومن هنا .. ومن هناك .. مع شويت سلفيات .. وتنفست الصعداء !!

كسرة :
كان جابونا في الجرايد !!
دعوة :
أنتم جميعاً مدعوون لحفل التدشين اليوم الثلاثاء – الساعة السابعة والنصف مساء – بالمركز الثقافي بمحلية أم درمان – بشارع الموردة جنوب مبني المحلية وغرب ميدان المولد

كسرة ثابتة (قديمة)
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو وووو وووو)+(وووو) +(وووو)
كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(وووو)+(وووو)

12 تعليق

  1. برنجييييييييييييييييييييييية
    مدشششششششششنة

    1. المندهش دهشتنا معاك

    2. إدشيت عدييييييييييل انت !
      مشتاقين يا مسنوح

  2. تتذكر يا استاذ لما جيتني في كشكي !!
    – السلام عليكم
    – عليكم السلام .. أهلا يا أستاذ
    – شايف الكتب ما معروضه إن شاء الله تكون إتباعت ؟
    – والله يا أستاذ من ناحية إتباعت إتباعت لكن …
    – لكن شنووو؟
    – لكن ما عندنا كاش وبنتعامل بالكسر ف شنوووو عندنا عشرين شوال ويكه و أربعة كراتين نعلات شفع وبرميلين جازولين رأيك شنو تأخدهم ؟
    ألف مبرووووووك البروف العزيز وكم كنا نتمنى أن نكون حضوراً في هذه المناسبة السعيدة وجعلكم الله ذخراً لهذا الوطن الشامخ والجريح بنفس الوكت

  3. بالبركة يا استاذ ونسأل الله التوفيق لك ..
    ابعد من البنوك .. بتوديك فندق الهُدي الهدّ حيل البلد ..

  4. يا استاذ انشاءالله يوم سجنك ما يجى

  5. مبارك يا حبيب وعقبال تدشن الكتاب رقم 100 وبس ,, الباقى خليو للوليدات ,,,
    وفعلا انت لو طبعت الف كتاب حتهاديهم ,,
    والدليل انا واهلى واصحابى نفحتنا بما لا يقل عن 25 نسخة ممهورة بتوقيعك ,,
    لك وافر الشكر والتقدير وكل المحبة ,,,,

  6. مبارك يا بروف

    دي ممكن تكون الزيادة الوحيدة الفي الاتجاه الصحيح …

    زيادة الوعي والمعرفة لأهل بلادي

    ومثل هذه الزيادة لا يصفق بالطبع لها أعضاء برلماننا النائمين

    لكننا نصفق وتصفق رئاتنا كأجنحة الحمام

    لمثلك ينبغي أن ترفع القبعات

    تحياتي

    أب أحمد

    1. هههههههههه , قبعاتك هينة يا حبيب ,,
      بس ما تبقى زى وصية البايرة @!
      وى وى وى

      1. أها البايرة وصيتها كانت شنو كمان ؟؟؟؟؟

  7. تحياتى يااستاذ الفاتح ولاسرتك الكريمة
    هل فى الامكان ارسال كمية من الكتاب لتوزيعها بيعها لحسابكم فى قطر
    مع شكرى وتقديرى
    هاشم العبادى

اترك رداً على أب أحمد إلغاء الرد