خطبة الجمعة

بسم الله الرحمن الرحيم ، إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]،

عباد الله :
لقد منّ الله سبحانه وتعالى علينا بمنن كثيرة وعطايا عظيمة لو أردنا أن نعدها ونحصيها لما استطعنا ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34].
ومن نعم الله سبحانه وتعالى أن هدى الإنسان إلى أن يكتسي من الملابس ما يتزين به ويستر به عورته وجعل ذلك من آيات الله الباهرة ونعمه الظاهرة يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26].
لقد هيأ ّ الله سبحانه وتعالى للإنسان الأسباب من غزل ونسيج وحياكة وغيرها حتى ينسج لنفسه ما يرتدي من أجل أن يغطي عورته التي يسوئه كشفها ولا يرضى الإنسان العاقل بإظهارها ولهذا قال الله ﴿ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ﴾ [الأعراف: 26] أي يغطي عوراتكم وقد سميت العورة سوءة لأن الإنسان العاقل يسوئه كشفها وإظهارها.
نعم لقد خلق الله الإنسان وهداه إلى ارتداء اللباس من أجل أن يستر عورته به لكن اليوم انعكست الأمور وصار بعض شبابنا وفتياتنا يلبسون اللباس الذي يكشف العورات ويظهر السوءات ويبرز المفاتن.
أيها المسلمون :
تجد اليوم من شباب المسلمين ونسائهم من يتعرى ويتكشف ويُظهر معظم جسده ولا يخفي إلا قليلاً من جسمه ، وهناك من النساء المسلمات من تغطي رأسها وشعرها وعورتها فقط وتظهر باقي جسدها أو تلبس لباساً شفافاً رقيقاً تظهر من خلاله وكأنها بلا لباس وهؤلاء هن النساء الكاسيات العاريات الملعونات اللاتي قال عنهن النبي – صلى الله عليه وسلم – “نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا”.
أما الشباب والفتيات خاصة فتجد الكثير منهم في المناسبات وقاعات الحفلات يلبسون ملابس ما أنزل الله بها من سلطان ، بنطلونات منحطة يرتديها شباب يسمونها البنطلونات الناصلة كاد أن تقع منهم بل ربما يجلس أحدهم فينزلق بنطاله فتنكشف عورته ، هؤلاء الأبناء عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويفهموا أن اللباس يلبس لستر العورة لا لإظهارها فليتقوا الله وليتركوا الجري وراء الموضات قبل أن تصبح حياتهم (ناصلة) من كل شيئ .
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 27].
فهل يرضى من يلبس هذه البنطلونات (الناصلة) أن يعبث بعقله الشيطان حتى ينزع لباسه ليريه سوءته ﴿ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 27].
وهناك من شبابنا من يلبس ملابساً ضيقة يضيّق بها على نفسه ويكبت بها جسده ويؤذي بها بدنه لا لشيء إلا للموضة والتقليد هذه الملابس في الغالب تحدد عورة الإنسان وتبديها حتى يظهر وكأنه بلا ملابس.!!
هل ترضى المرأة المسلمة التي تؤمن بالله واليوم الآخر أن تخرج بهذه العباءات الضيقة (مرات بدون عباءات ) والبلوزات القصيرة التي تظهر صدرها إذا التفتت وتبرز ثدييها ومفاتنها بشكل بارز كما هو مشاهد في واقعنا والله المستعان.
لقد بالغ هؤلاء الشباب والفتيات في التزين والتجمل حتى أظهروا من التزين ما لايحل وكشفوا من السوءات والعورات ما لا يجوز كشفه وساهموا في إفساد المجتمع وخرق قيمه وأخلاقياته وسمعة أهله بتصرفاتهم المشينة هذه.
امتلأت صالات الإحتفالات والأسواق وأماكن التنزه بهؤلاء الشباب المراهقين والنساء القاصرات عقلاً وديناً والتقوا هناك كل منهم يظهر تزيناً مبالغاً فيه ويخرج بملابس تدل على ضعف الحشمة وقلة الحياء فكثرت المعاكسات وانتشر الفساد وعمّ البلاء وأصبح الناس يرون بأعينهم صوراً من العهر والرذيلة والمساومة على البغا والزنا (عينك عينك) بدون حياء حتى صارت هنالك شوارع تعرف بذلك ، والناس يتفرجون ويشاهدون يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].
عباد الله :
إن هذه الأوضاع الاجتماعية المزرية التي وصل إليها البلد لابد أن يتصدى لها الآباء والوجهاء والعقلاء ولا يرضون أبداً للفساد أن يتمدد ولا يسمحون للرذائل أن تنتشر، لابد من الوقوف في وجه هذا الفساد الممنهج والافساد المقنن ولا يجوز السكوت على ذلك .
لقد أن الأوان للآباء أن يكفوا أولادهم وبناتهم عن هذه المظاهر المشينة والألبسة المخلة التي تساعد على انتشار الفساد وتبادل النظرات يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 30، 31].
ألا يعلم شبابنا وبناتنا ونسائنا أنهم مسئولون عما يلبسون ومحاسبون عما به يتزينون؟ أما آن للنساء اللاتي يرتدين هذه الأزياء والملابس التي تهيج الشهوات وتثير الغرائز أن يتخلين عنها؟!ألا يعلم كل شاب وكل فتاة تفعل ذلك أنها تسيء في الحقيقة إلى نفسها وأهلها ومنطقتها ومجتمعها؟
ألا نتقِ الله جميعاً ونتحمل كلنا مسؤوليتنا عن ذلك فكلنا مسئولون ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” كما أخبر رسولنا – صلى الله عليه وسلم.
عِبَادَ اللهِ :
((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )). أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ..
كسرة :
الحل : كل زول يبقى عشرة على بيتو !!

أضف تعليق